إن عملية انتقالات اللاعبين تعتبر جزءا أساسيا وعاملا أساسيا لنجاح الأندية الرياضية سواء في الجزائر أو العالم حيث إنها تمكن المعنيين من الانتقال من ناد إلى آخر لمختلف الأسباب والمحفزات التي تعزز تطورهم الفني وتحقيق طموحاتهم الرياضية، فعندما يتلقى اللاعب لعروض من أندية أخرى، يواجه تحديا في اتخاذ القرار الصائب والمناسب عند تفضيل عرض عن عرض، وهنا تلعب ثقافة اللاعب دورا مهما في تحديد مصير انتقالاته وفي اتخاذ القرار الذي يصب في مصلحته مع الأخذ في الاعتبار العواقب السلبية التي قد تحدث وتمس بشكل مباشر مستقبله بعد أن تتم عملية الانتقالات.
هناك الكثير من المعطيات التي تتأثر بها ثقافة اللاعب عند عملية الانتقالات، فنجد البعض يتمسكون بقيم الاستقرار والولاء تجاه ناديهم الأم ويفضلون البقاء فيه والعمل على بناء تاريخ راسخ مع النادي وجماهيره، تلك الثقافة التي تدفعهم لرفض عروض الانتقالات المغرية، والنوع الآخر من اللاعبين يتمتعون بالثقافة الطموحة والتحدي، حيث يسعون لتحقيق النجاحات والتطور المستمر، وهذا النوع من اللاعبين لديهم الرغبة في البحث عن فرص جديدة والانتقال إلى أندية كبيرة تلبي طموحاتهم الرياضية، أما النوع الآخر من اللاعبين يتأثر قرارهم بالانتقالات بثقافة المال والرغبة في تحقيق الاستقرار المالي أو زيادة الدخل وغالبا ما يكون ميزان الثقافة المالية هو العامل الرئيسي في اتخاذ القرار.
إن الكرة الجزائرية ليست ببعيدة عن كل تلك المعطيات التي تتأثر بها ثقافة اللاعب في حال تفضيله للعروض المقدمة له من الأندية الأخرى. ومع ذلك، فإن ثقافة اللاعب تلعب دورا مهما في تحقيق النجاح الرياضي وزيادة فرصة الحصول على دقائق اللعب للفريق، والتي من شأنها تساهم في زيادة فرصة مشاركته بالمنتخبات الوطنية. وعلى الرغم من أهمية ثقافة اللاعب، إلا أن العروض المالية الكبيرة قد تكون إحدى العوامل المؤثرة أيضا في زيادة عدد دقائق اللعب. قد يكون للنادي المال والتعاقدات الباهظة، ويرغب في الاستفادة من الاستثمار الذي يقوم به من خلال منحه وقت لعب أكبر، ومع ذلك، يجب أن يتوازن ذلك مع أداء اللاعب ومساهمته الفعلية في نجاح الفريق من عدمه على المستوى الفردي والجماعي.