خص اللاعب السابق لمولودية الجزائر المالي موسى كوليبالي “الكرة نيوز” بحوار مطوّل تحدث فيه عن ذكرياته مع الفريق الذي تقمّص ألوانه لخمس مواسم ونصف، تألق فيها وتوّج بكأسين للجمهورية وكأسين ممتازتين إضافة إلى مشاركته في تحقيق لقب موسم 2010 بعدما خاض مرحلة الذهاب كاملة، حيث عاد كوليبالي في حواره إلى أهم المحطات بألوان العميد وفي البطولة الوطنية بصفة عامة.
بداية موسى كيف حالك، وما هي أخبارك؟
السلام عليكم وأهلا بكم، شكرا على هذه الالتفاتة الطيّبة، فقد اشتقت كثيرا إلى أجواء الجزائر، التي أملك فيها عديد الأصدقاء بالنظر إلى السنوات العديدة التي قضيتها في هذا البلد والذكريات الكثيرة التي طبعت في ذهني.
الأنصار يريدون التعرّف على جديد كوليبالي بعد اعتزاله الميادين؟
لقد اعتزلت ميادين كرة القدم قبل سنوات طويلة، فضلت الولوج إلى عالم التكوين وتدريب الأصاغر حتى أمنح لشبان بلدتي ومنطقتي بعض خبرتي التي كسبتها في المنتخبات الوطنية أو حتى خلال تجربي الطويلة والرائعة في الجزائر، إضافة إلى قيامي بإنشاء أكاديمية، وسميتها ” Mouloudia club pro” لمدى عشقي بالفريق الذي احتضنني عديد السنوات مولودية الجزائر.
هل لا تزال تتابع أخبار فريق مولودية الجزائر؟
بطبيعة الحال، فرغم مغادرتي الجزائر منذ 13 سنة تقريبا، إلا أني أتابع أخبار الفريق باهتمام كبير وبصفة دائمة، سواء عن طريق بعض الأصدقاء المقربين الذين لا يزالون في محيط النادي، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الرسمية للعميد.
انتشر حديث عن إمكانية حضورك الداربي، هل هذا صحيح؟
فعلا أنتظر فقط استكمال بعض الأوراق الإدارية في الساعات المقبلة (الحوار أجري يوم السبت)، وقد أكون حاضرا في “الداربي” المنتظر يوم الجمعة أمام اتحاد العاصمة، متشوق جدا لعيش نفس الأجواء مرة أخرى فقد افتقدتها كثيرا ومرت عليها عديد السنوات.
من كان صاحب فكرة حضورك اللقاء؟
إدارة مولودية الجزائر، فقد تلقيت اتصالا شخصيا من رئيس مجلس الإدارة الحاج رجم الذي استفسر عن أخباري، ووجه لي دعوة الحضور لملعب 5 جويلية والتواجد في العرس العاصمي، وبالمناسبة أنا ممتن جدا للمسؤولين على الخطوة التي قاموا بها والتي أثلجت صدري كثيرا، وسأفعل كل ما في وسعي للحضور.
ما هو شعورك وأنت تستعد للعودة إلى ملعب 5 جويلية مجددا؟
صراحة، إنه شعور لا يوصف فقد عشت أجمل أيام مسيرتي الكروية في هذا الملعب بما أننا كنا نستقبل فيه، كما توّجت فيه بأربعة ألقاب كاملة سأبقى أفتخر بها، لا أكاد أصدق أنني سأعود مرة أخرى لمشاهدة أجواء “الداربي” العاصمي من الملعب.
هل لا تزال في تواصل مع زملائك السابقين في العميد؟
بطبيعة الحال، أتحدث في مواقع التواصل مع العديد منهم، أستفسرهم عن أخبار الفريق وجديده، وأحاول أن أكون على إطلاع دائم بكل ما يجري رغم بعد المسافة، كما أن علاقتي رائعة مع الجميع منذ أن كنت في الجزائر على غرار بن علي، قالول بوشامة الذين أتحدث معهم باستمرار.
هل يمكن القول إن تجربتك في المولودية كانت الأحسن في مشوارك؟
فعلا، لقد جئت إلى الجزائر صغير السن موسم 2005 رفقة ثنائي من مالي وهما سيديبي ودياكيتي، المولودية احتضنتني ومنحتني فرصة البروز والتحقت بمنتخب بلادي، تعلمت في الجزائر العديد من الأمور الإيجابية سواء في حياتي الشخصية وأو مسيرتي المهنية، وكانت لي علاقات قوية متعددة، لهذا أقول دائما أنني أعتبر نفسي جزائريا، فلا يمكن نكران فضل هذا البلد علي أولا وفضل المولودية في مشواري الرياضي.
ماهي أجمل ذكرى لك في الداربي بألوان العميد؟
هناك العديد من الذكريات الجميلة التي عشها ضد الإتحاد ولعل أبرزها هي كأس الجزائر سنة 2006 الذي يبقى التتويج بها خاصا لعدة اعتبارات، وبسبب ما حدث ذلك الموسم إضافة إلى الأجواء الخرافية التي عشتها بعد النهائي، بما أنها كانت لأول مرة في مشواري الرياضي، فرغم وجود تتويجات أخرى على غرار موسم 2007 ومشاركتي في احتفالات التتويج باللقب سنة 2010، إلا أن الكاس الأولى تبقى خاصة بالنسبة لي وأملك فيها ذكريات رائعة، كما أني مازلت أحتفظ بالصور وجزء من الفيديوهات.
ماذا عن الهدف المسجل من مخالفة مباشرة؟
وهل يمكن نسيان مثل ذلك الهدف، كان هدفا رائعا في مباراة خاصة، مازلت أتذكر لحظة بلحظة ما حدث حينها، حينما وضعت الكرة وقررت تسديدها مباشرة على المرمى رغم أن المسافة كانت تفوق 35 متر، لحسن الحظ أن اللقاء كان متلفزا والهدف تم حفظه في فيديوهات أشاهدها من حين لأخر، أظن أنه سيبقى من بين أجمل الأهداف التي سجلت في تاريخ “الداربيات” وهذا ما يشرّفني كثيرا.
هل لك أن تروي لنا حادثة طريفة وقعت مع الأنصار؟
توجد العديد من الذكريات مع أنصار مولودية الجزائر، فقد كنت اجدهم في كل مكان، الملعب، الشارع، في المحلات والطرقات، كان من السهل التعرّف علي ومطالبتي بتحقيق الانتصارات، لكن لازلت أتذكر ذلك العدد الرهيب من الأشخاص الذي كان ينتظرنا قبل كل حصة تدريبية في ملحق ملعب 5 جويلية، عدد الأنصار كان الضغط شديدا علينا، لكن في كل مرة أتذكر ذلك أقول أنني كنت محظوظا جدا، فهذه الأجواء لا يعيشها أي لاعب، أما أنا فقد استمتعت حقا باللعب في المولودية.
المولودية تتنافس على اللقب لأول مرة منذ سنوات ما رأيك؟
أدرك ذلك، كما أعلم أن الفريق يتربع على عرش البطولة المحلية، ويقدم مستويات كبيرة من الناحية الجماعية بعد انتداب الإدارة عديد اللاعبين بارزين، إنه أمر يجعلني سعيدا جدا، أتمنى أن يواصل الفريق على هذا المنوال ويحصد المزيد من الانتصارات من أجل الظفر باللقب الذي طال غيابه عن الخزائن، سأكون أول مشجع للنادي وسأواصل أخبار الفريق باستمرار.
هل تملك رسالة تريد نقلها للأنصار من منبر الكرة نيوز؟
رسالتي للأنصار أن يبقوا خلف فريقهم من أجل مساندته ودعم اللاعبين لتقديم أقصى المجهودات فوق أرضية الميدان، أن تكون لاعبا فوق أرضية الميدان وتشاهد العدد الهائل من الأنصار أمر جيد، لكن ليس سهلا لأنك ستشرع بضغط كبير، لهذا وجب تظافر جميع الجهود، كما أود شكر الأنصار على الرسائل الكثيرة التي تصلني في حساباتي الشخصية على وسائل التواصل، أشعر دائما بالفخر للمكانة التي أملكها وسطهم، وحتى وهم محفورون في قلبي ولا يمكن نسيانهم.
شكرا لك موسى على رحابة صدرك، ونلتقي قريبا جدا في الجزائر
الشكر لكم على هذه الالتفاتة، إنه لمن دواعي السرور أن أحاوركم وأجيب عن كل الأسئلة المتعلقة بتجربتي في الجزائر التي تبقى من أجمل البلدان وتملك شعبا مضيافا، إلى اللقاء.
حاوره ح. عبد الباري